الاثنين، 28 يناير 2008

قصر «الحمراء» في أسبانيا معلم سياحي برائحة عربية لاتنسى

متابعة - احمد غاوي:

يواصل في هذه الحلقة الرابعة والأخيرة عبدالمجيد المدرع أحد مشرفي موقع العرب المسافرين جولته في أسبانيا حيث يقول (بعد أن تركنا صخرة (بلاي) قبل غروب الشمس بدأنا بالتوجه نحو الجنوب الأسباني عائدين إلى (ملقا) ، مرورا ببعض الأماكن الوعرة بين جبال الشمال الإسباني، إلى أن استقر المقام بنا في إحدى الفنادق الريفية، و قبل وصولنا إلى هناك واجهتنا متاعب في البحث عن مطعم مناسب، فتلك المناطق معزولة و القرى صغيرة جدا، ، و لحسن الحظ وجدنا مطعما في أحد الفنادق الريفية متخصصاً في أكلات (البقيّة الإسبانية) وهي عادة ما تكون من الأرز والفاصوليا ومأكولات بحرية ودجاج تقدم في طبق واحد ، و بعد أن أقمنا في الفندق الريفي و استرحنا من عناء السفر، استيقظنا صباح اليوم التالي، و أخذنا جولة على أقدامنا في الأماكن المحيطة بالفندق، و قبل الظهر بقليل قررنا التوجه إلى مدينة غرناطة في الجنوب و بعدها إلى ملقا، وبالفعل أكملنا المسير إلى غرناطة، بعد المرور السريع على بعض المناطق في إقليم (قشتالة) في مدن مثل (برغش) و هي عاصمة إسبانيا في أوائل القرن الماضي قبل مدريد، و (شقوبية) ، التي يزينها قصر شقوبية، وصلنا إلى غرناطة حوالي الساعة الثانية صباحا، و المشكلة التي قد تواجه أي زائر للحمراء هي أنه يجب عليه أن يقطع تذكرة دخول القصر قبل زيارته بأيام عن طريق أحد البنوك في أي فرع من فروعه، نظرا للضغط الكبير على القصر، و الطريقة الثانية هي الانتظار في صفوف انتظار طويلة في (الطابور) مع العشرات في ساعات الصباح الأولى، و قد يستغرق ذلك عدة ساعات، مثل ما حصل مع أحد أصدقائنا الذي انتظر ساعتين في للحصول على تذكرة دخول، لأنه كان الأحرص على زيارة القصر، و بالفعل قمنا بدخول قصر الحمراء حوالي الساعة الواحدة ظهرا، مبتدئين بالقصبة و هي مركز الحماية والعسكر في القصر، ثم دخلنا إلى القصور الناصرية، التي تتميز فيها ساحات الأسود على غيرها، ثم توجهنا إلى جنة العريف بعد المرور على حدائق (البرطل) ، واستغرقت زياراتنا حوالي الثلاث ساعات كاملة، بعد أن شرحت حسب معلوماتي لهم عن معالم القصر و آثاره التاريخية باختصار.
و قد كانت هذه الزيارة للقصر هي الزيارة العاشرة لقصر الحمراء بالنسبة لي شخصياً، و بعد خروجنا من قصر الحمراء اتجهنا إلى مطعم (نينفا) في مدينة غرناطة، وبعدها توجهنا إلى قصر (شنيل) ، الذي يقع على نهر شنيل، وهو أحد القصور الإسلامية الباقية بالكامل في غرناطة، و أخذنا بعدها جولة سريعة في حي (البيّاسين) وهو الحي العربي القديم في غرناطة، وهنا لن أتحدث عن مشاعري في زيارة قصر الحمراء أو مدينة غرناطة أو انطباعاتي، لأنه لاتكفيني الصفحات للتعبير عن ذلك الشعور، والأفضل هو أن يقوم الشخص بزيارته بنفسه و سيعلم ما هو الشعور الذي سيختلج في نفسه على أثار حضارة العرب الماضية هناك . تركنا غرناطة عائدين إلى ملقا و بالتحديد إلى (ماربيا) ، كي يقضي أصدقائي آخر يوم لهم في إسبانيا قبل عودتهم إلى أرض الوطن، بعد أن توقفنا لساعة في قرية (أنتكيرة) لشراء بعض الزيتون وزيارة القصبة الإسلامية التي تعلو هذه القرية، وفي صباح اليوم التالي قمت بتوديع أصدقائي في المطار، وغادروا إلى السعودية بعد المرور على الكثير من المدن والقرى في الشمال والجنوب الإسباني.

ليست هناك تعليقات: