الاثنين، 28 يناير 2008

في شمال اسبانيا الخضراء مدن وقرى لا تنسى

http://www.alriyadh.com/2005/12/23/article117435.html


في هذا الموضوع نسلط الضوء على مناطق شمال إسبانيا الغامضة بالنسبة للكثير من السياح العرب والسائح الخليجي بصفة خاصة، هذه المناطق التي تمتاز بطبيعة خلاّبة،، وليس صحيحاً أن الجنوب الإسباني الذي يتميز بالآثار الإسلامية و المزارع و الشواطئ، هو مثل الشمال الإسباني. و لهذا سأترككم مع هذا السرد التفصيلي لمناطق شمال إسبانيا الخضراء. استقبلت الصيف الماضي بحكم وجودي في إسبانيا للدراسة اثنين من أصدقائي كنا قد اقترحنا أن نقوم بجولة ريفية في جبال و أرياف شمال إسبانيا، في مدة أسبوع واحد فقط، الأول وصل قبل الثاني بأسبوع و قام برحلة تفصيلية في جزيرة(مايوركا) بالإضافة إلى بعض قرى جنوب إسبانيا، أما الثاني فمنذ أن وصل إلى مطار (ملقا) في أقصى جنوب إسبانيا طلب منّا التوجه مباشرة للشمال لأن لديه قصيرة و يريد استغلالها في شمال إسبانيا كاملة،، انطلقنا من مطار (ملقا ) وتوجهنا مباشرة لمدينة قرطبة الواقعة شمال ملقا بحوالي 200 كم حتى يتسنى لهما رؤية مسجد قرطبة و قصر الزهراء، و مكثنا حوالي الساعة تقريباً في قرطبة و انطلقنا بعدها إلى (مدريد) مروراً ببعض الأرياف الجميلة الواقعة بين قرطبة و (مدريد)، و قد استغرق معنا الطريق حوالي 5 ساعات نظراً لكثرة توقفنا في الطريق، مع العلم اننا سلكنا طريقاً قديماً و لم نسلك السريع لأن المناظر على القديم أجمل، وحصل لنا موقف طريف وصعب وهو أننا توقفنا في إحدى محطات البنزين و السيارة كانت (ديزل) و نسينا أن نقول للعامل في المحطة أن السيارة تعمل بالديزل فملأ لنا السيارة بالبنزين !! وبعد تجاوز هذا الموقف أكملنا طريقنا الذي يمر ببعض الغابات و الأنهار و الغزلان إلى أن وصلنا إلى (مدريد)، ذهبنا فيها إلى مطعم يختص بأكلات ( البقية الإسبانية) وهي الأرز المخلوط بالمأكولات البحرية والخضروات، و بعد أن تعشينا في المطعم واصلنا الطريق بعد مكوثنا في مدريد حوالي 3 ساعات، ثم اتجهنا إلى مدينة سالم وقد أنهكنا فقد سرنا حوالي 15 ساعة تقريبا، أمضينا ليلة في أحد الفنادق في المدينة، وفي صباح اليوم التالي قمنا بجولة سريعة في المدينة و اشترينا كمية كبيرة من العسل الطبيعي، و اكملنا طريقنا نحو شمال شرق إسبانيا مروراً بقلعة أيوب و(سرقسطة) و (بربشتر) و (وشقة )، و كنا نجلس في كل مدينة مهمة حوالي ساعة واحدة فقط، إلى أن وصلنا في الساعة 10 مساء، و بعد غروب الشمس إلى (مبتغان )او هي قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها 13 نسمة فقط و تقع في قمم جبال (البيرينيه )الرائعة، فقد رأينا بعد تجاوزنا مدينة وشقة إلى وصولنا لهذه القرية مناظر في قمة الروعة زادتها جمالا زخّات المطر التي استمرت معنا في الطريق مع الجو الدافئ، كنت قد قمت بالحجز بالهاتف بصاحبة كوخ للإيجار( و قد كان معنا دليل للأكواخ و الفنادق الريفية فيه أرقام هواتف للحجز بها)، فعند وصولنا للبيت كانت قد أعدت لنا العشاء صاحبة الكوخ والتي تعمل مرشدة في مركز معلومات جبال (البيرينيه)، و قد تميز العشاء بوجود الخضروات و البطاطس التي يجلبونها من مزرعتهم الخاصة، بالإضافة إلى الخبز الذي يصنعونه بأيديهم، فقد كان العشاء صحيا، و الأروع منه هو الإفطار في صباح اليوم التالي، فقد كان كل شئ من صنع أيديهم مثل المربى بأنواعها و الزبدة و غيرها. ذهبنا إلى للنوم وصحونا على شروق الشمس في مكان هادئ و آمن، أفطرنا و قمنا بجولة بسيطة في القرية الصغيرة، و كانت صاحبة البيت أو المرشدة قد أعطتنا معلومات عن أماكن الشلاّلات و البحيرات الكبيرة، لكن الطريق إليها يجب أن يكون سيراً على الأقدام و لمدة تصل إلى 3 ساعات، تحمّس أصحابي للمغامرة، فشرحت لهم أن أموراً مثل هذه يجب الاستعداد إليها جيداً ثم ودعنا أصحاب هذا الكوخ و أكملنا الطريق باتجاه الشرق مرورا بأماكن خلاّبة و رائعة، و بدأنا بالخروج من هذا الإقليم و هو إقليم (الأراجون) و عاصمته سرقسطة متجهين نحو إقليم جديد و هو (نافار) و عاصمته (بنبلونة ) و هي المدينة التي تشتهر باحتفالات سان فيرمين في شهر يوليو و هي احتفالات إطلاق الثيران في الشوارع وقبل أن أترك إقليم (الأراجون) أحب أن أشير إلى نقطة و هي أنه تكثر في هذا الإقليم البحيرات، و يتسنى للسائح النزول في هذه البحيرات لممارسة رياضة التجديف، فقد كنا نتوقف دوما عند البحيرات للتجديف، و من أبرز ما حصل هو أننا اقتربنا من عش البط في طرف البحيرة، فقامت بمهاجمتنا، فاستخرجت أنا و زميلي كل ما لدينا من قوة و طاقة للهروب حتى نجونا. و مررنا بعدة مدن مثل مدينة (جاقة ) و هي مدينة ذات جو رائع حتى في الصيف و رغم صغرها نجد أن الحركة عليها كبيرة، إلى أن وصلنا إلى مدينة (بنبلونة) التي نزلنا فيها للاستراحة فيها، فما أن وصلنا إليها و نزلنا إلى ساحتها الكبرى، و للأسف دخلنا مطعما صينيا هناك كان سئيا جدا . خرجنا من بنبلونة بعد غروب الشمس متجهين إلى مدينة الروعة والجمال في إسبانيا، و هي المدينة الأرستقراطية (سان سيباستيان ) و هي إحدى مدن إقليم (الباسك)، و قبل وصولنا إليها كنا نبحث عن أي فندق في دليل الهاتف و لكن الصدمة أن الفنادق مليئة و صعب علينا إيجاد فندق بسهولة، حتى جاء الفرج و وجدنا فندقا فيه إمكانية، و قد توقفنا في الطريق لمدة تزيد عن الساعة لمرورنا بمرتفعات عالية بسبب إحاطة السحب بنا مما حجب الرؤية .
تجربة : عبدالمجيد بن محمد المُدرَّع،
أحد مشرفي موقع «العرب المسافرون»

رحلة الأمطار في (أكواخ) إقليم الباسك الخضراء

http://www.alriyadh.com/2006/01/20/article124165.html



متابعة - احمد غاوى
في هذا الجزء الثاني نكمل جولتنا في إحدى أبرز الدول الأوربية سياحياً، حيث يواصل عبدالمجيد المدرع احد مشرفي موقع العرب المسافرين جولته في هذه الدولة من إقليم (الباسك) أحد الأقاليم الإسبانية الشمالية وهي كل من اقليم (كتالونية، الأراجون، نافار، الباسك، لا ريوخا، كانتبرية، أستورياس، جليقية، قشتالة) ونصفها أقاليم مطلة على البحر الشمالي الإسباني، وتجمع هذه الأقاليم بين الطبيعة الساحرة بجبالها وأنهارها وبين إطلالتها على البحر الشمالي لإسبانيا والمحيط الأطلسي في الشمال الغربي).
بعد أن تجولنا في الأراجون الخضراء الجبلية ونافار بالإضافة إلى مدن كانت لها أهميتها في التاريخ الأندلسي مثل مدينة سالم التي لاتزال تحتفظ بالقليل من الآثار العربية وقلعة أيوب التي تحتفظ بقلعتها الإسلامية وسرقسطة التي يزينها قصر الجعفرية الإسلامي وهو أحد أكبر القصور الإسلامية الباقية في الأندلس وغيرها من المدن مثل (شربشتر) و(جاقة).
وصلنا إلى مدينة (سان سيباستيان) في وقت متأخر من الليل بعد المرور ببعض القرى الصغيرة في الطريق التي كنا نمكث في بعضها حوالي نصف الساعة، ثم اتجهنا إلى الفندق وهو الوحيد الذي وجدنا فيه إمكانية السكن - فقد كنا نتجول في شمال إسبانيا بحرية تامة، دون الإعداد مسبقا للرحلة - لكن الفندق كان ذا مستوى أكبر مما تصورنا، فقد كان موقعه على قمة أحد الجبال الخضراء في (سان سباستيان) متميزا، بالرغم من أن الفندق الذي كنا نريد قصده لم تكن فيه إمكانية، وعند استيقظانا صباح اليوم التالي اتجهنا للتنزه في وسط المدينة التي يشقها نهر (أورميا) وتجملها جزيرة(سانتا كلارا) الصغيرة المطلة على شاطئ المدينة ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة عن طريق قوارب تستغرق 10 دقائق وكنا قد أخذنا معنا قليلاً من شاهي الأعشاب الأسباني المميز، وجلسنا حوالي الساعة في هذه الجزيرة في جلسة مميزة، قمنا بعدها بتغيير الفندق، بعد أن أكدت لرفاقي بأننا لن نخرج من الفندق الجديد طوال اليوم بسبب موقعه المتميز على الجبل المطل على المدينة كاملة بما فيها الجزيرة الصغيرة التي تشاهدها من نافذة الغرفة المطلة على البحر مباشرة، وفعلا لم نخرج من الفندق من بعد العصر حتى صباح اليوم التالي لروعة المشهد من غرفة الفندق وروعة البحر، وخصوصا بعد هطول المطر في الفترة المسائية، ومن أجمل ما شاهدناه في هذه المدينة هو المتحف البحري ومتحف الأسماك، بالإضافة إلى وسط البلد القديم وبعض الحدائق العامة الرائعة، وتشتهر هذه المدينة بالمهرجانات الفنية والسينمائية العالمية.
غادرنا المدينة صباح اليوم التالي متجولين بين قرى إقليم الباسك الجميلة، وأعتقد أن يومين كافيتين لزيارة هذه المدينة. أخذنا بالتجول في إقليم الباسك بضع ساعات بين جبالها وأنهارها، وللمعلومية فإن لأهل إقليم الباسك لغتهم الخاصة بهم بجانب تحدثهم باللغة الإسبانية، بالإضافة إلى عاداتهم وطباعهم الخاصة بهم، ومن أهم مدن هذا الإقليم هي مدينتي (بلباو) و(بيتوريا)، اتجهنا بعدها إلى مدينة (بلباو) التي يشقها نهر (بلباو)، وقد مكثنا فيها حوالي الساعتين
وتجولنا في حدائقها العامة وتعد(بلباو) مدينة حديثة، مليئة بالمتاحف. خرجنا من هذا الإقليم الرائع إلى إقليم (كنتبرية) وهو لا يقل روعة عن الأول، دخلنا إلى هذا الإقليم والجو لا يزال غائما من أول الصباح، وللمعلومية فإن الشمس كانت تشرق حوالي الساعة السابعة صباحا وتغرب حوالي العاشرة مساء، فلهذا كان معنا وقتا طويلا للاستمتاع بالأجواء نهاراً، وكانت وجهتنا هي مدينة (سانتاندير) التي تبعد عن بلباو حوالي 100 كم، ومدينة (سانتاندير) لاتقل جمالا وروعة عن (سان سيباستيان)، فهي الأخرى تعد مدينة (أرستقراطية)، تتميز بوجود حديقة عامة كبيرة جدا مطلة على البحر فوق مرتفع وهي حديقة(ماقدالينا) التي يتوسطها قصر(ماقدالينا)، وتعد هذه الحديقة إحدى أجمل حدائق أوروبا، بالإضافة إلى شاطئها المميز وكثرة المتاحف فيها، جلسنا في هذه المدينة وتناولنا العشاء في احد مطاعم البيتزا، وخرجنا منها بعد أن حجزنا في احد الأكواخ القريبة من المدينة، وأردنا الوصول قبل غروب الشمس، وللأسف كثرة الأمطار في هذه المدينة لم تدع لرفاقي الفرصة لمشاهدة معالم المدينة،، توجهنا إلى إحد الأكواخ المعزولة في جبال (كنتبرية)، ولم يكن في هذا الكوخ سوانا وأقرب كوخ حولنا يبعد حوالي 10 كيلومترات، فجلسنا في عزلة تامة عن الناس، وجلبنا معنا لوازم الرحلات، واشعلنا الحطب، إذ كانت درجة الحرارة حوالي 8 درجات مئوية، وزخات المطر قوية. خلدنا إلى النوم وفي صباح اليوم التالي وقبل شروق الشمس خرجنا للتنزه على أقدامنا لاستكشاف المنطقة المحيطة بنا، ومع إشراقة الشمس بدأت روعة المكان تظهر معنا، ومع ابتعادنا عن الكوخ هطل المطر فجأة مما اضطرنا للاحتماء بين الأشجار حتى يهدأ المطر.

« شانت ياقب » الأسبانية عشق الأوربيين رغم وعورتها

http://www.alriyadh.com/2006/02/10/article129628.html

متابعة - احمد غاوي:
يكمل في هذا الأسبوع عبدا لمجيد المدرع أحد مشرفي موقع (العرب المسافرون) جولته في أسبانيا وتحديداً في إقليم (كانتابرية) قائلاً: بدأنا بأخذ جولة في تلك المنطقة على أقدامنا، وبعد التعمق قليلا في تلك المنطقة، وجدنا لوحات إرشادية إلى الغابات، فأخذنا الفضول للوصول إلى تلك المنطقة، وعند وصولنا لبداية مدخل الغابة وفي منطقة كثيفة الأشجار، دخلنا مسافة بسيطة بين الأشجار، ولكن لأسباب عدم الاستعداد والبعد عن الكوخ وخوفا من الضياع قرّرنا أن نعود أدراجنا إلى الكوخ الذي كنا فيه - كما ذكرت ذلك في الحلقة الماضية -، وقرّرنا تعويض عدم دخولنا الغابة بالجلوس على مطل أكثر من رائع في تلك المنطقة، يطل على القرى القريبة، ويمكن من خلاله رؤية البحر لكن على مسافة بعيدة. وبعد ذلك عدنا إلى الكوخ للراحة قليلا والاستعداد للمغادرة إلى نقطة جديدة، وبعد تركنا لهذا الكوخ بالرغم من أننا لم نكن نريد تركه، ولكن إجازة الأصدقاء تمرّ بسرعة، توجهنا عبر الطريق البحري لمنطقة (كانتابرية) ودخلنا إقليما جديدا وهوإقليم (أشتورياش)، وهوإقليم معروف في التاريخ الأندلسي، وهدفنا بالتحديد كان (كوفادونجا)، وقد لا يعرف الكثير ما هو هذا الاسم ولكن نحن العرب نعرف هذه القرية باسم (صخرة بلاي)، وقبل المرور بهذه الصخرة كنت قد مررت على ( كانقاس دي أونيس) الواقعة على منطقة منخفضة والتي كانت عاصمة المملكة النصرانية قبل مدينة (أوفييدو) ومدينة (أوفييدو) هي إحدى المدن الإسبانية الكبيرة والجميلة اليوم،.
ومنطقة (كوفادونجا )هي منطقة وعرة وصعب الوصول إليها، ويمكن الوصول إلى الصخرة بالسيارة ولكن النقطة الأعلى للجبل يمكن الوصول إليه مع طريق صغير ممهد للمشاة ويأخذ الطريق للوصول إلى القمة حوالي الأربع ساعات والنصف. وفي هذه المنطقة بضعة بيوت ومطاعم ومقاه، نظراً لكثرة السّياح الغربيين القادمين إليها، بالإضافة إلى الحجّاج الأوروبيين الذين يمرون عليها في طريقهم إلى المدينة المقدّسة (سانتياغودي كومبوستيلا) والتي عرفت في التاريخ الإسلامي باسم (شانت ياقب )، وهؤلاء الحجّاج يقدّسون هذا المكان ويعظمونه، واليوم فإنه يمكن الصعود إلى هذه الصخرة، واسمها ( أوسيبا) بالرغم من ارتفاع مكانها، عن طريق سلم. ويوجد داخل هذه الصّخرة كنيسة صغيرة واسمها كنيسة عذراء (كوفادونجا) وهي صخرة مسطحة تطل على الوادي بأكمله، وفي أسفل هذه الصخرة توجد بحيرة صغيرة يقذف الناس فيها نقودا معدنية، وأمام هذه الصخرة يوجد جبل خينيس الذي تعلوه كاتدرائية(كوفادونجا). وقمنا بالتقاط صور من نفس المكان الذي وقف فيه المسلمون الفاتحون، وتأملنا وعرفنا بالتحديد لمَ لم يستطيعوا السيطرة على تلك المنطقة، (بالتأكيد بسبب وعورتها الكبيرة).

قصر «الحمراء» في أسبانيا معلم سياحي برائحة عربية لاتنسى

متابعة - احمد غاوي:

يواصل في هذه الحلقة الرابعة والأخيرة عبدالمجيد المدرع أحد مشرفي موقع العرب المسافرين جولته في أسبانيا حيث يقول (بعد أن تركنا صخرة (بلاي) قبل غروب الشمس بدأنا بالتوجه نحو الجنوب الأسباني عائدين إلى (ملقا) ، مرورا ببعض الأماكن الوعرة بين جبال الشمال الإسباني، إلى أن استقر المقام بنا في إحدى الفنادق الريفية، و قبل وصولنا إلى هناك واجهتنا متاعب في البحث عن مطعم مناسب، فتلك المناطق معزولة و القرى صغيرة جدا، ، و لحسن الحظ وجدنا مطعما في أحد الفنادق الريفية متخصصاً في أكلات (البقيّة الإسبانية) وهي عادة ما تكون من الأرز والفاصوليا ومأكولات بحرية ودجاج تقدم في طبق واحد ، و بعد أن أقمنا في الفندق الريفي و استرحنا من عناء السفر، استيقظنا صباح اليوم التالي، و أخذنا جولة على أقدامنا في الأماكن المحيطة بالفندق، و قبل الظهر بقليل قررنا التوجه إلى مدينة غرناطة في الجنوب و بعدها إلى ملقا، وبالفعل أكملنا المسير إلى غرناطة، بعد المرور السريع على بعض المناطق في إقليم (قشتالة) في مدن مثل (برغش) و هي عاصمة إسبانيا في أوائل القرن الماضي قبل مدريد، و (شقوبية) ، التي يزينها قصر شقوبية، وصلنا إلى غرناطة حوالي الساعة الثانية صباحا، و المشكلة التي قد تواجه أي زائر للحمراء هي أنه يجب عليه أن يقطع تذكرة دخول القصر قبل زيارته بأيام عن طريق أحد البنوك في أي فرع من فروعه، نظرا للضغط الكبير على القصر، و الطريقة الثانية هي الانتظار في صفوف انتظار طويلة في (الطابور) مع العشرات في ساعات الصباح الأولى، و قد يستغرق ذلك عدة ساعات، مثل ما حصل مع أحد أصدقائنا الذي انتظر ساعتين في للحصول على تذكرة دخول، لأنه كان الأحرص على زيارة القصر، و بالفعل قمنا بدخول قصر الحمراء حوالي الساعة الواحدة ظهرا، مبتدئين بالقصبة و هي مركز الحماية والعسكر في القصر، ثم دخلنا إلى القصور الناصرية، التي تتميز فيها ساحات الأسود على غيرها، ثم توجهنا إلى جنة العريف بعد المرور على حدائق (البرطل) ، واستغرقت زياراتنا حوالي الثلاث ساعات كاملة، بعد أن شرحت حسب معلوماتي لهم عن معالم القصر و آثاره التاريخية باختصار.
و قد كانت هذه الزيارة للقصر هي الزيارة العاشرة لقصر الحمراء بالنسبة لي شخصياً، و بعد خروجنا من قصر الحمراء اتجهنا إلى مطعم (نينفا) في مدينة غرناطة، وبعدها توجهنا إلى قصر (شنيل) ، الذي يقع على نهر شنيل، وهو أحد القصور الإسلامية الباقية بالكامل في غرناطة، و أخذنا بعدها جولة سريعة في حي (البيّاسين) وهو الحي العربي القديم في غرناطة، وهنا لن أتحدث عن مشاعري في زيارة قصر الحمراء أو مدينة غرناطة أو انطباعاتي، لأنه لاتكفيني الصفحات للتعبير عن ذلك الشعور، والأفضل هو أن يقوم الشخص بزيارته بنفسه و سيعلم ما هو الشعور الذي سيختلج في نفسه على أثار حضارة العرب الماضية هناك . تركنا غرناطة عائدين إلى ملقا و بالتحديد إلى (ماربيا) ، كي يقضي أصدقائي آخر يوم لهم في إسبانيا قبل عودتهم إلى أرض الوطن، بعد أن توقفنا لساعة في قرية (أنتكيرة) لشراء بعض الزيتون وزيارة القصبة الإسلامية التي تعلو هذه القرية، وفي صباح اليوم التالي قمت بتوديع أصدقائي في المطار، وغادروا إلى السعودية بعد المرور على الكثير من المدن والقرى في الشمال والجنوب الإسباني.

نجوم فنادقنا لا (تضيء) طريق توجهنا السياحي المقبل

وجه مهتمون بالجوانب السياحية عدداً من الملاحظات الهامة حول الفنادق العاملة في مختلف مدن المملكة، يمكن في حال معالجتها أن ترفع الفنادق تسويق غرفها للنزلاء بنسب أكثر من الوضع الحالي من خلال المواطنين والمقيمين بالمملكة، وخاصة في ظل وجود معوقات عدة أمام زيادة نسبة القادمين من الخارج كسياح وزوار الى المملكة إذا ما استثنيت فنادق مكة والمدينة المنورة في ذروة موسمي العمرة والحج.(الرياض) من خلال هذه الصفحة طرحت الأسبوع الماضي على مسئولي الفنادق رؤيتهم حول حال وضع نشاط وشغل الغرف الفندقية وبشكل خاص في الرياض والمنطقة الشرقية، ونكمل اليوم بالجزء الثاني الذي يمثل رؤية واسعة ومتخصصة من مهتم بالجوانب السياحية حول فنادقنا مع مقارنتها بالفنادق في الخارج، وكذلك وجهات نظر لمواطنين سعوديين حول الفنادق من خلال تجارب مرت بهم، وهم يتفقون على أن أسعار فئات الخمس نجوم ليست مناسبة للنسبة الأكبر من المواطنين، والأهم من ذلك أن مستوى النجمات الأقل تبقى اقل من سعرها في مستويات النظافة والخدمة وليست في مستوى مثيلاتها بعدد النجوم في الخارج.أين فنادقنا ؟عبدالمجيد بن محمد المدرّع أحد مشرفي موقع (العرب المسافرون )ومتخصص بالشئون السياحية تحدث بشيء من التفصيل عن الفنادق في المملكة والخارج وبدأ بتجربة شخصية له قائلا (في إحدى العطل الرسمية اتجهت إلى مدينة الخبر بقصد زيارة بعض الأقارب و الأصدقاء، و قبل خروجي من مدينة الرياض، أخذت أفكر في الفنادق الموجودة في مدينة الخبر و ما هو الفندق الذي سأتوجه إليه، فمررت على إحدى المكتبات الكبيرة في الرياض للبحث عن دليل سياحي للفنادق الموجودة- كما هو الحال في الكثير من الدول الأخرى- لكني صدمت لعدم وجود دليل واحد يشمل الفنادق السياحية الموجودة في مدن المملكة كلها).وأضاف تعد هذه المشكلة أهم المشاكل السياحية الموجودة في المملكة فالباحث عن الفنادق في السعودية قد يجد ذكرا لبعض الفنادق الموجودة في إحدى المدن ضمن دليل سياحي يخص هذه المدينة و غالبا تكون باللّغة الإنجليزية، و دليل الفنادق هذا مقصود به دليل يشمل معلومات متكاملة عن كل فندق و يدعم هذا الدليل بصور للفندق، و هذه هي إحدى أهم المشاكل التي تواجه السعوديين و المقيمين في حال سفرهم لمدن أخرى، و لذلك نجد أن أغلب السعوديين عوائل وشباب يتجهون للمدن الأخرى دون علم مسبق إلى أي فندق سيتوجهون بالتحديد، فالبحث عادة يكون بعد الوصول وقد يستغرق البحث في بعض الأحيان و خاصة أيام العيد إلى بضع ساعات وبالتالي قد يضيع وقت الإجازة دون الاستقرار على سكن مقنع ومريح.واشار المدرع الى أن تفاوت القدرات المالية للكثير يجعل بعضهم يبحث مباشرة عن فنادق الخمس نجوم و بعضهم الآخر يبحث عن فنادق من فئة النجمتين أو الثلاث، أما من ناحية الأسعار فنرى أن أسعار الفنادق شبه ثابتة طوال أيام السنة عدا أنها تزيد في أوقات المواسم، و لكنها لا تنخفض في غير تلك الأوقات على الأقل في أكثر المدن بالمملكة ، أما في الدول المجاورة فإن الفنادق تتنافس في ما بينها لاستقطاب السياح، و لملء أكبر عدد من الغرف في الفندق، لتحقق بذلك أرباحا تعود عليها بالفائدة، ونرى كثرة العروض والإغراء في الأسعار والخدمات التي تقدمها فنادق الدول المجاورة، فلهذا نرى حركة دائمة و كبيرة عليها، فالفنادق في الأوقات الموسمية قد تزيد من سعرها و لكنها في نفس الوقت تقوم بتخفيض الأسعار عن السعر الأصلي في المواسم الأخرى و في أيام وسط الأسبوع، و بينما نرى فنادق أخرى تغري السياح بعروض مغرية كأن يعطى ليلة إضافية مجانية، أو وجبة إفطار ضمن برنامج الفندق أو سيارة لفترة الإقامة، التي لا تكلفهم كثيراً بقدر أن تقديمها خدمة ترضي الزبون و تجعله زبونا دائما لها تكسبه بشكل مستمر.واستعرض كذلك تعوُّد توجه الكثير من السعوديين وخاصة من رجال الأعمال على الذهاب لفندق معين، ويرجع ذلك حسب وجهة نظري لعدم معرفته بالفنادق الأخرى جيدا، أو أنه يحفظ رقم هاتفهم، و البعض الآخر يعرف أحد موظفي هذا الفندق و الذي يقدم له خدمة خاصة و التي تكون غالبا تخفيضاً بسيطاً جداً أو ترحيباً خاصاً به لدى وصوله.ونلاحظ أن الفنادق العالمية الموجودة في المملكة لديها نظام النقاط العالمي والذي يجمع به أكبر قدر من النقاط للحصول على عروض خاصة غالبا تقدم له في الخارج، و تندر رؤية هذا النظام في الفنادق المحلية، بالرغم من معرفتنا الجيدة بالربح الذي قد يحققه هذا النظام لهذا الفندق والذي يجعل الزبون يحرص على السكن عندهم دائما لاستغلال النقاط التي قد يستفيد منها يوما من الأيام في خلال إجازته وعند حاجته للسكن في مدينة ما.ويرى المدرع أن المتصفح لبعض الصحف المحلية، يرى فيها دعايات و عروضاً لفنادق في دول مجاورة، فمتى يأتي اليوم الذي نرى فيه الدعايات والعروض الخاصة والمستمرة للفنادق السعودية، باستثناء بعض الفنادق في مدينة مكة المكرمة. ولو سألت بعض رجال الأعمال أو بعض الشباب عن بعض الفنادق لذكر لك تميز مدخل الفندق وجلسات الاستقبال (اللوبي )، بينما لا يعرف شيئا عن جودة غرفهم و خدماتهم الفندقية. ومن أكثر ما يهم زبون الفندق عادة هو الأثاث، فالنظافة أحيانا لا تكفي، فنرى بعض الفنادق فئة (5) نجوم لم تغيّر أثاث غرفها منذ سنوات، فمهما كان التنظيف يوميا فإنه يلاحظ قدم الأثاث في الغرف، والبعض من مرتادي الفنادق عموما يهتمون غالبا بنظافة دورة المياه داخل الغرفة وسعتها و توفر جميع المستلزمات فيها. و من الأمور الأخرى التي تهم الزبون هو سهولة إيقاف السيارة، فمعاناة المواقف قد تضطره إلى الذهاب لفندق آخر. وللمعلومية فإن السعوديين قبل سفرهم إلى الخارج لديهم اهتمام خاص بالفندق وبموقعه، فهل سنرى فنادق تلبي حاجات المواطن و السائح القادم من الخارج في مدن توجهها سياحي مثل أبها و الطائف و جدة و الرياض و الخبر.وسجل المدرع في نهاية حديثة ملاحظات هامة على الفنادق فبالرغم من حرص الكثير من الفنادق على راحة زبائنها نجد أن الفندق يحرص على متابعة (الثلاّجة) بعد خروج الزبون من الغرفة و قبل دفع الحساب، فالثقة شبه معدومة و خاصة تجاه بعض الشباب الذي أعطى انطباعا سيئا عن جميع الشباب، و لكن الطّامة الكبرى هو متابعتها بعد رجل كبير أو رجل أعمال، فأنا أعتقد أن السؤال يكفي في هذه الحالة، و الفندق لو خسر لن يخسر سوى قارورة ماء أو مشروب غازي. لذا يجب حل جميع المشكلات التي تعزل السعوديين عن الفنادق السعودية، لأننا بلد يتجه نحو السياحة بخطى قوية، و لهذا يجب الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، وتمنى رؤية دليل فنادق و أدلة سياحية و خرائط ليس في المكتبات فقط بل نتمنى رؤيتها في المطارات، حتى يستفيد منها القادمون، هل فنادق فئة 5 نجوم أو 4 نجوم أو 3 نجوم هي نفس المستوى في الدول المجاورة من نفس الفئة، الإجابة نتركها للمجربين !!غرف مغلقةمحمد احمد الغامدي يعمل بالقطاع الخاص وكثير السفر بسبب حاجة العمل يقول إن فنادقنا لا تختلف عن اغلب الدول العربية من حيث السعر ومستوى الخدمات إذا ما استثنينا دبي بسبب الطلب عليها من السعوديين بالدرجة الأولى فهم من أكثر الفئات التي أسهمت في شغل أماكن السكن لديهم من شقق وفنادق وبالتالي كنا سبباً لرفع الأسعار، ولكن المهم من مسئولي الفنادق في الداخل الاهتمام بوضع عروض تسويقية وفقاً لواقع العرض والطلب، فليس من المعقول أن نشاهد أن الفنادق تعرض الغرفة الواحدة بسعر يصل الى 500 ريال، ولديها العشرات من الغرف المغلقة، ولو تنازلوا كما يحدث في مكة والمدينة في فترة الصيف لرأينا إقبالاً كبيراً عليها حيث تنزل أسعار فنادق مكة والمدينة الى ربع الأسعار المعتمدة كما نقرأها من على أبواب الغرف في فنادق خمس وأربع نجوم.وتمنى الغامدي أن تحسن فنادق الدرجة الأولى بشكل عام مستوى النظافة بها وكذلك الأثاث حيث نشاهد أنها تأخذ نسبة كثيرة من المواطنين لأن أسعارها معقولة ولكن للأسف لا تناسب واقع الخدمة بها حيث فيها الكثير من السلبيات.سلمان بن سعد العنبر يرى أن الفنادق في المملكة تختلف في مستوى خدماتها وأسعارها واغلب الفنادق في المملكة من فئة الخمس نجوم وقلما أن تجد فندقاً متوسط الدرجة وان وجدته يكون سيئاً من ناحية النظافة والخدمات وكذلك الأسعار لان غالبية الفنادق المتوسطة الحال يكون مضى عليها زمن طويل وتحتاج تجديد، واعتقد أن الشقق المفروشة سحبت البساط من تحت الفنادق العادية وتفوقت عليها من جميع النواحي ولم تبقي غير الفنادق الخمس نجوم وهي في طبيعة الحال قليلة وذات أسعار مرتفعة بسبب الرفاهية التي توفرها للنزلاء ويعجز عن تحمل تكاليفها السائح ذي الدخل المحدود.وأشار العنبر الى اختيارة للفندق يكون من خلال اطلاعة على أكثر من فندق واختيار المناسب من ناحية النظافة والخدمة والسعر أما الفنادق التي يتم اختيارها من خلال الأصدقاء تكون عادة في المواسم كالأعياد والإجازات وهي التي يعاني منها السائح والمسافر في المملكة بسبب أزمة في السكن في مثل هذه الفترات كما يحدث عندما يسافر الكثير من أهالي الرياض الى الشرقية في الإجازات القصيرة.ويتفق ماجد العمارى مع العنبر والغامدي في الكثير من الملاحظات حول الفنادق، ويتمنى أن تكون الرقابة سواء من الغرفة التجارية أو غيرها من الجهات الحكومية أكثر اهتماما وجدية، وحتى تحسن من مستوى إدائها فأغلب دول العالم والتي تهتم بالسياح بشكل خاص تحرص على تقيِّم الفنادق بشكل دورى، وتعاقب إذا ما قصرت في مستوى النظافة أو كان أثاثها قديماً لم يغير لسنوات طويلة، وعندنا تجرب الكثير من الفنادق وخاصة الدرجة الأولى وذات الأربع نجمات واقل من ذلك، وستكون المعضلة أكبر لوكان من يرتاد مثل هذة الفنادق المتواضعة سياح من الخارج، حيث تعطي انطباعاً غير جيد عن بلادنا لا نرغب به في ظل توجه واهتمام بتنشيط السياحة على مستوى كبير.

الخميس، 17 يناير 2008

من جولة سائح سعودي
رندة تزخر بالمعالم الإسلامية والوفاء لتاريخ الأندلس الغني


متابعة - أحمد غاوي
قد يعرف الكثير منا مطلع قصيدة أبي البقاء الرندي الشاعر الأندلسي المعروف التي يقول في مطلعها (لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان) ولكن قد لا يعرف الكثير منا لمن يعود نسب هذا الشاعر (الرندي)، إنه يرجع إلى مدينة رندة (Ronsda) في اسبانيا، الشاب السعودي عبدالمجيد المدرع تخصص في معرفة الكثير من تاريخ مثل هذه المدن الغنية، وقدم من خلال جولة سياحية موثقة معلومات عن مدينة رندة، حيث يقول إنها من أكثر المدن الاسبانية المحافظة على الآثار الإسلامية، فهي تحتفظ ببيوت أندلسية وأسوار وقصور وقلاع وقناطر وغيرها، وهي اليوم كذلك من أجمل المدن الإسبانية وتبدأ بالشعور بهذا الجمال وأنت في طريقك إليها.

وتقع مدينة رندة على ارتفاع 750م عن سطح البحر في جبال الأندلس الجنوبية، وهي من مدن محافظة ملقا، ويبدأ طريقها من ملقا بالمرور أولاً على مدينة ماربيا ومن هناك يبدأ الصعود إلى هذه المدينة في طريق جبلي يمتد لخمسين كيلو متراً ويعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الروماني، وقد كان ازدهارها الحقيقي في العصر الإسلامي وخصوصاً في القرون الأخيرة. وكان سقوطها في يد النصارى في جمادى الأولى لعام 890ه - وبعدها سهل على القشتاليين الاستيلاء على ملقا بعد سبع سنوات. وقال عنها الرحالة المسلم ابن بطوطة «إنها من أمنع معاقل المسلمين وأجملها وضعاً». ويقارب سكانها اليوم 35 ألف نسمة وتقع على نهر وادي لبين الذي تقع عليها القنطرة الرومانية والعربية.

وتقترب رندة من جهة الشمال من مدينة أشبيلية ومن جهة الغرب مدينة شذونة وتكثر في الطريق الواقعة بين رندة وشذونة البسائط الخضراء ومزارع الزيتون، وشهرة رندة اليوم بين الإسبان تكمن في وجود أول حلبة مصارعة ثيران في اسبانيا والتي انشئت عام 1785م، في عهد فيليب الثاني. وتبدأ معالم رندة ابتداء من ساحة الثيران وتضم متحف مصارعة الثيران وهو من أشهر المتاحف في اسبانيا. وتقع ساحة الثيران على شارع (بيرخين دي لاباث) وهو من أهم شوارع رندة، وبعد الخروج مباشرة من ساحة الثيران سيراً على الأقدام متجهاً نحو رندة القديمة التي تقع في الجهة الجنوبية للمدينة فإنك تمر أولاً على ساحة اسبانيا وهي نقطة التوزيع الواصلة بين رندة القديمة ورندة الحديثة، والمنطقة الشمالية بالجنوبية، وقد أنشئت هذه المساحة أوائل القرن التاسع عشر، وتقع الساحة بين ساحة الثيران والقنطرة الجيدة. ويعود تأسيسها إلى عام 1793م وبعد عبورك الجسر فإنك تبدأ بالانعطاف يساراً ناحية الجهة الشرقية للمدينة متجهاً نحو القنطرة عبر شارع سانتو دومينغو، وبجانبه يقع منزل سانتا بولا، ويعود تاريخ هذا المنزل إلى القرن الثالث عشر ولم يبق فيه إلا أجزاء بسيطة. والمنزل اليوم هو عبارة عن مطعم، وبجانب هذا المنزل يوجد منزل اسمه بيت الملك العربي وهو منزل يعود الى القرن الثامن عشر، وعلى النهر سلم ينزل إلى نهر وادي البين ويتكون من 365 درجة، وعلى واجهة هذا المنزل وضعت لوحة مرسومة على سراميك لملك أبي مالك المريني. وبعد هذا البيت تواصل عبر المنحدر ماراً بقصر ماركس سالباتييرا ويميز هذه القصر واجهته الفنية والشرفة الرائعة وعليها تماثيل بيروفية ويمثل هذا المنزل الفن الرندي، وبه فناد على الطراز الأندلس، ومن ثم يمكن أن يتجه لبوابة فيلب الخامس التي بنيت على البوابة الرابعة القديمة، وبعد الدخول من هذه البوابة والبدء في النزول أكثر من الشارع المنحدر فسوف تشاهد أمامك القنطرة القديمة، التي تعود إلى عهد ملوك بني الأحمر في القرن الرابع عشر ويرى آخرون أنها تعود إلى عهد الملك أبي مالك المريني، وقد تهدم الكثير من هذا الجسر بسبب فيضان حصل عام 1616م ، فتم إعادة بناء ما تهدم منه، ويبلغ طول هذا الجسر 109 أمتار على ارتفاع 31 متراً عن النهر، وقد تعرضت الترميمات بسيطة قبل عدة سنوات،

وأجمل ما تشاهده عند هذه القنطرة هي الصخور العظيمة الكبيرة الحجم، أما في الجهة الأخرى من الجسر فيوجد هناك حي (الميركاديو) وكنيسة الأب عيسى ونافورة الزنابيب الثمانية، وتعود هذه الكنيسة إلى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وبعد القنطرة القديمة تقع قنطرة أخرى تسمى بقنطرة (سانتو ميغيل) وتعرف بأنها قنطرة رومانية ولكن أصلها عربي. ومقابل هذا الجسر تقع الحمامات العربية وهي من أكثر الحمامات العربية التي حافظت على طابعها الأصلي في اسبانيا وتعود هده الحمامات إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وتحتوي هذه الحمامات على عقود بطراز أندلسي وتحتوي أيضاً على البركة. ومن هند هذه الحمامات فإنه بالإمكان مشاهدة الأسوار العربية، أو أسوار رندة لواقعة في الجهة الغربية للحمامات وأجزاء منها تعود إلى القرن الحادي عشر وقد تعرضت أجزاء منها للترميم. وعلى نفس شارع (أرمينيان) توجد ساحة مسماة علي الشاعر الأندلسي الرندي صالح بن شريف الملقب بأبي البقاء الرندي وداخل هذه الساحة توجد منارة (سان سيباستيان) وقد أنشئت في عهد ملوك بني نصر في القرن الرابع عشر الميلادي، أما المبنى المجاور له فهو المركز الاسباني العربي للفنون الإسلامية في رندة ورمم عام 1973م، وهذه المنارة هي ما تبقى من المسجد القديم، وتحتوي هذه المنارة على نوافذ صغيرة وبابها ذا طراز اندلسي على مساحة (1,83*1,88) وفي آخر شارع أمينيان وبالقرب من بوابة المقابر توجد بقايا القصبة الاندلسية، التي لم يبق منها الكثير وقد تهدم جزء كبير منها عند دخول الفرنسيين في عهد نابليون، بسبب القصف الذي تعرضت له، ويقع مبنى البلدية أمام ساحة وحديقة اسمها ساحة (دوكيسا دي بارثينت) وتسمى أيضاً بالساحة الكبرى وفي هذه الساحة يقع معلم من أهم معالم رندة وهو جامع رندة الكبير والذي يعود أيضاً إلى العقد الناصري، وقد احتفظ المسجد ببعض آثاره مثل المحراب وقد تبقى منه عقده والذي يبلغ عرضه 1,25م، ومن نفس هذه الساحة يوجد شارع اسمه شارع (مونت) ويؤدي هذا الشارع إلى قصر (موندراقون) وهو منزل على طراز مدجن (وهو الطراز الذي يبنى على الطراز الأندلسي، ولكنه بني على يد الاسبان)، وقد بني على انقاض منزل عربي، ويحتوي هذا المنزل على فناء رائع وهو فناء بطراز أندلسي يتوسطه بئر وتطل عليه الغرف من أعلى وهو أسلوب مدجن بالإضافة إلى حديقة.

قصر الحمراء و"القصبة" آثار غرناطة السياحية في الجنوب الأندلسي

قصر الحمراء و"القصبة" آثار غرناطة السياحية في الجنوب الأندلسي


متابعة - أحمد غاوي

تتميز اسبانيا عن دول أوروبا قاطبة بتراث عالمي، يعد في مجمله من تاريخ العصر الإسلامي الأندلسي، ويتركز هذا التراث في الجنوب الأسباني بشكل أكبر ويستقطب أكبر عدد من السياح على مستوى العالم وعلى مدار العام .

عبدالمجيد المدرع متخصص وباحث سعودي في تاريخ الأندلس، ومتابع للتراث في اسبانيا وواقعه الحالي يستعرض للرياض في ستة أجزاء جوانب من ابرز الآثار السياحية في هذا البلد الذي تقوم حركته الاقتصادية على السياحة بشكل أساسي وكبير وفي "غرناطة" نصيب الأسد من تلك الآثار ولكن الآثار الإسلامية منتشرة في كل جنوب الأندلس ووسطها وبعض مناطق الشمال وجزر البليار. وتعرف الأندلس اليوم فقط بمنطقة جنوب إسبانيا وهي إحد الأقاليم الرئيسية في إسبانيا - الأندلس حيث يوجد بها مرسية، بلنسية، جزر البليار، إستريمادورا، قشتالة، المنجى، مدريد، كتالونية، أراجون، جليقية، استورياس، الباسك، لا ريوخا، نافار، كانتبرية، بالإضافة إلى جزر الكناري وسبتة ومليلة) يقسم إقليم الأندلس إلى 8محافظات وهي "ولبة، اشبيلية، مالقة، قرطبة، غرناطة، جيان، المرية، قادس".

غرناطة

بدأ المدرع حديثه عن هذا الآثار الإسلامية في الأندلس بغرناطة التي تدخل ضمن محافظتها اليوم مدن كان لها الشأن الكبير مثل لوشة، أرشذونة، شلوبانية ، المنكب، وادي آش وبسطة ومكلين ومتريل وغيرها الكثير.

وتحتوي مدينة غرناطة على الكثير من الآثار الأندلسية من قصور مثل قصر الحمراء وقصر شنيل قصر عائشة الحرة وحوالي 6بيوت عربية بالإضافة إلى 3مساجد و 22بئرا بالإضافة إلى أسوار المدينة القديمة وأبوابها وجسورها.

ويقع قصر الحمراء في الجنوب الشرقي للمدينة، وقد اختلف المؤرخون في سبب تسميته بالحمراء فهناك من قال انه نسبة إلى بني الأحمر وهناك من قال بأنه نسبة إلى لون القصر ويمكن تقسيم قصر الحمراء إلى أربعة أقسام رئيسية وهي القصبة وهي مركز القصر العسكري ومركز الحماية، والقصر الناصري وهو من قصور الملوك وبلاط الحكم، والقسم الثالث هو جنة العريف وهي عبارة عن حدائق في أعلى القصر، والقسم الرابع والأخير هو الحدائق والقصور والساحات الواقعة بين القصر الناصري وجنة العريف.

ويوجد في غرناطة معلم "القصبة" حيث بنيت على مراحل ما بين القرن الحادي عشر والقرن الخامس عشر الميلادي، وتقع على أعلى مرتفع من جبل الحمراء، وكانت هي المركز العسكري ومركز الحماية للقصر، وكانت تعرف في حينها بالقصبة الجديدة لأنه كانت توجد قصبة أخرى في حي البيّاسين وكانت تعرف بالقصبة القديمة. تحتوي القصبة على ثمانية أبراج، ففي القسم الشمالي من القصبة يقع برج الأشراف (دي لو إيدالقوس)، وبرج الحراسة (دي لا فيلا) وهو برج مربع عرض كل جانب منه 16م وارتفاعة 26.80، ويعتبر هذا البرج رمزا للقصبة لأنه في واجهتها، وعند سقوط غرناطة قامت جيوش النصارى برفع العلم على هذا البرج إيذانا بسقوط غرناطة. أما البرج الثالث فهو برج البارود (بولبورا) وهو برج تخزين البارود. أما على جانبي القصبة فيقع برجان، البرج الشرقي وهو برج الأسلحة وفيه بوابة الأسلحة وكانت هي البوابة التي تصل القصبة بحي البياسين عبر جسر القاضي وجسر القاضي هذا يقع في أسفر المدينة ويمكن رؤية بقاياه في بداية حي البيّاسين بالقرب من الساحة الجديدة (بلاثا نويبا). أما البرج الغربي فهو برج السلطانة وهو من أصغر الأبراج وكان يعد مخزنا وسكنا. أما الجزء الجنوبي فيه أربعة أبراج الأول وهو برج الدلو وهو برج تم بناؤه بعد سقوط غرناطة على يد النصارى وهو برج يصل القصبة بالقصر الناصري، والبرج الثاني المقابل له وهو برج التكريم (أوميناخي) وهي من أقدم أجزاء هذه القصبة ويبلغ ارتفاعها 26مترا ويحتوي هذا البرج على ستة طوابق وكانت هي المركز القيادة للقصبة كلها أما البرج الثالث فهو البرج المهدوم (كيبرادا ) ويقع هذا البرج في الواجهة الجنوبية الغربية للقصبة، والذي يطل على ساحة الآبار التي كانت تحتوي على آبار مياه، وهناك باب آخر يقع في الجهة الغربية من القصر وهو باب الشريعة أو العدالة (خوستيثيا). و البرج الرابع وهو برج الدراق (أدارجيرو) والمقصود بالدراق هو صانع الدرقات وهي تروس الجلد، أما بالنسبة لقلب القصبة فقد كانت تحتوي على مساكن العسكر.