http://www.alriyadh.com/2005/12/23/article117435.html
في هذا الموضوع نسلط الضوء على مناطق شمال إسبانيا الغامضة بالنسبة للكثير من السياح العرب والسائح الخليجي بصفة خاصة، هذه المناطق التي تمتاز بطبيعة خلاّبة،، وليس صحيحاً أن الجنوب الإسباني الذي يتميز بالآثار الإسلامية و المزارع و الشواطئ، هو مثل الشمال الإسباني. و لهذا سأترككم مع هذا السرد التفصيلي لمناطق شمال إسبانيا الخضراء. استقبلت الصيف الماضي بحكم وجودي في إسبانيا للدراسة اثنين من أصدقائي كنا قد اقترحنا أن نقوم بجولة ريفية في جبال و أرياف شمال إسبانيا، في مدة أسبوع واحد فقط، الأول وصل قبل الثاني بأسبوع و قام برحلة تفصيلية في جزيرة(مايوركا) بالإضافة إلى بعض قرى جنوب إسبانيا، أما الثاني فمنذ أن وصل إلى مطار (ملقا) في أقصى جنوب إسبانيا طلب منّا التوجه مباشرة للشمال لأن لديه قصيرة و يريد استغلالها في شمال إسبانيا كاملة،، انطلقنا من مطار (ملقا ) وتوجهنا مباشرة لمدينة قرطبة الواقعة شمال ملقا بحوالي 200 كم حتى يتسنى لهما رؤية مسجد قرطبة و قصر الزهراء، و مكثنا حوالي الساعة تقريباً في قرطبة و انطلقنا بعدها إلى (مدريد) مروراً ببعض الأرياف الجميلة الواقعة بين قرطبة و (مدريد)، و قد استغرق معنا الطريق حوالي 5 ساعات نظراً لكثرة توقفنا في الطريق، مع العلم اننا سلكنا طريقاً قديماً و لم نسلك السريع لأن المناظر على القديم أجمل، وحصل لنا موقف طريف وصعب وهو أننا توقفنا في إحدى محطات البنزين و السيارة كانت (ديزل) و نسينا أن نقول للعامل في المحطة أن السيارة تعمل بالديزل فملأ لنا السيارة بالبنزين !! وبعد تجاوز هذا الموقف أكملنا طريقنا الذي يمر ببعض الغابات و الأنهار و الغزلان إلى أن وصلنا إلى (مدريد)، ذهبنا فيها إلى مطعم يختص بأكلات ( البقية الإسبانية) وهي الأرز المخلوط بالمأكولات البحرية والخضروات، و بعد أن تعشينا في المطعم واصلنا الطريق بعد مكوثنا في مدريد حوالي 3 ساعات، ثم اتجهنا إلى مدينة سالم وقد أنهكنا فقد سرنا حوالي 15 ساعة تقريبا، أمضينا ليلة في أحد الفنادق في المدينة، وفي صباح اليوم التالي قمنا بجولة سريعة في المدينة و اشترينا كمية كبيرة من العسل الطبيعي، و اكملنا طريقنا نحو شمال شرق إسبانيا مروراً بقلعة أيوب و(سرقسطة) و (بربشتر) و (وشقة )، و كنا نجلس في كل مدينة مهمة حوالي ساعة واحدة فقط، إلى أن وصلنا في الساعة 10 مساء، و بعد غروب الشمس إلى (مبتغان )او هي قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها 13 نسمة فقط و تقع في قمم جبال (البيرينيه )الرائعة، فقد رأينا بعد تجاوزنا مدينة وشقة إلى وصولنا لهذه القرية مناظر في قمة الروعة زادتها جمالا زخّات المطر التي استمرت معنا في الطريق مع الجو الدافئ، كنت قد قمت بالحجز بالهاتف بصاحبة كوخ للإيجار( و قد كان معنا دليل للأكواخ و الفنادق الريفية فيه أرقام هواتف للحجز بها)، فعند وصولنا للبيت كانت قد أعدت لنا العشاء صاحبة الكوخ والتي تعمل مرشدة في مركز معلومات جبال (البيرينيه)، و قد تميز العشاء بوجود الخضروات و البطاطس التي يجلبونها من مزرعتهم الخاصة، بالإضافة إلى الخبز الذي يصنعونه بأيديهم، فقد كان العشاء صحيا، و الأروع منه هو الإفطار في صباح اليوم التالي، فقد كان كل شئ من صنع أيديهم مثل المربى بأنواعها و الزبدة و غيرها. ذهبنا إلى للنوم وصحونا على شروق الشمس في مكان هادئ و آمن، أفطرنا و قمنا بجولة بسيطة في القرية الصغيرة، و كانت صاحبة البيت أو المرشدة قد أعطتنا معلومات عن أماكن الشلاّلات و البحيرات الكبيرة، لكن الطريق إليها يجب أن يكون سيراً على الأقدام و لمدة تصل إلى 3 ساعات، تحمّس أصحابي للمغامرة، فشرحت لهم أن أموراً مثل هذه يجب الاستعداد إليها جيداً ثم ودعنا أصحاب هذا الكوخ و أكملنا الطريق باتجاه الشرق مرورا بأماكن خلاّبة و رائعة، و بدأنا بالخروج من هذا الإقليم و هو إقليم (الأراجون) و عاصمته سرقسطة متجهين نحو إقليم جديد و هو (نافار) و عاصمته (بنبلونة ) و هي المدينة التي تشتهر باحتفالات سان فيرمين في شهر يوليو و هي احتفالات إطلاق الثيران في الشوارع وقبل أن أترك إقليم (الأراجون) أحب أن أشير إلى نقطة و هي أنه تكثر في هذا الإقليم البحيرات، و يتسنى للسائح النزول في هذه البحيرات لممارسة رياضة التجديف، فقد كنا نتوقف دوما عند البحيرات للتجديف، و من أبرز ما حصل هو أننا اقتربنا من عش البط في طرف البحيرة، فقامت بمهاجمتنا، فاستخرجت أنا و زميلي كل ما لدينا من قوة و طاقة للهروب حتى نجونا. و مررنا بعدة مدن مثل مدينة (جاقة ) و هي مدينة ذات جو رائع حتى في الصيف و رغم صغرها نجد أن الحركة عليها كبيرة، إلى أن وصلنا إلى مدينة (بنبلونة) التي نزلنا فيها للاستراحة فيها، فما أن وصلنا إليها و نزلنا إلى ساحتها الكبرى، و للأسف دخلنا مطعما صينيا هناك كان سئيا جدا . خرجنا من بنبلونة بعد غروب الشمس متجهين إلى مدينة الروعة والجمال في إسبانيا، و هي المدينة الأرستقراطية (سان سيباستيان ) و هي إحدى مدن إقليم (الباسك)، و قبل وصولنا إليها كنا نبحث عن أي فندق في دليل الهاتف و لكن الصدمة أن الفنادق مليئة و صعب علينا إيجاد فندق بسهولة، حتى جاء الفرج و وجدنا فندقا فيه إمكانية، و قد توقفنا في الطريق لمدة تزيد عن الساعة لمرورنا بمرتفعات عالية بسبب إحاطة السحب بنا مما حجب الرؤية .
تجربة : عبدالمجيد بن محمد المُدرَّع،
أحد مشرفي موقع «العرب المسافرون»
في هذا الموضوع نسلط الضوء على مناطق شمال إسبانيا الغامضة بالنسبة للكثير من السياح العرب والسائح الخليجي بصفة خاصة، هذه المناطق التي تمتاز بطبيعة خلاّبة،، وليس صحيحاً أن الجنوب الإسباني الذي يتميز بالآثار الإسلامية و المزارع و الشواطئ، هو مثل الشمال الإسباني. و لهذا سأترككم مع هذا السرد التفصيلي لمناطق شمال إسبانيا الخضراء. استقبلت الصيف الماضي بحكم وجودي في إسبانيا للدراسة اثنين من أصدقائي كنا قد اقترحنا أن نقوم بجولة ريفية في جبال و أرياف شمال إسبانيا، في مدة أسبوع واحد فقط، الأول وصل قبل الثاني بأسبوع و قام برحلة تفصيلية في جزيرة(مايوركا) بالإضافة إلى بعض قرى جنوب إسبانيا، أما الثاني فمنذ أن وصل إلى مطار (ملقا) في أقصى جنوب إسبانيا طلب منّا التوجه مباشرة للشمال لأن لديه قصيرة و يريد استغلالها في شمال إسبانيا كاملة،، انطلقنا من مطار (ملقا ) وتوجهنا مباشرة لمدينة قرطبة الواقعة شمال ملقا بحوالي 200 كم حتى يتسنى لهما رؤية مسجد قرطبة و قصر الزهراء، و مكثنا حوالي الساعة تقريباً في قرطبة و انطلقنا بعدها إلى (مدريد) مروراً ببعض الأرياف الجميلة الواقعة بين قرطبة و (مدريد)، و قد استغرق معنا الطريق حوالي 5 ساعات نظراً لكثرة توقفنا في الطريق، مع العلم اننا سلكنا طريقاً قديماً و لم نسلك السريع لأن المناظر على القديم أجمل، وحصل لنا موقف طريف وصعب وهو أننا توقفنا في إحدى محطات البنزين و السيارة كانت (ديزل) و نسينا أن نقول للعامل في المحطة أن السيارة تعمل بالديزل فملأ لنا السيارة بالبنزين !! وبعد تجاوز هذا الموقف أكملنا طريقنا الذي يمر ببعض الغابات و الأنهار و الغزلان إلى أن وصلنا إلى (مدريد)، ذهبنا فيها إلى مطعم يختص بأكلات ( البقية الإسبانية) وهي الأرز المخلوط بالمأكولات البحرية والخضروات، و بعد أن تعشينا في المطعم واصلنا الطريق بعد مكوثنا في مدريد حوالي 3 ساعات، ثم اتجهنا إلى مدينة سالم وقد أنهكنا فقد سرنا حوالي 15 ساعة تقريبا، أمضينا ليلة في أحد الفنادق في المدينة، وفي صباح اليوم التالي قمنا بجولة سريعة في المدينة و اشترينا كمية كبيرة من العسل الطبيعي، و اكملنا طريقنا نحو شمال شرق إسبانيا مروراً بقلعة أيوب و(سرقسطة) و (بربشتر) و (وشقة )، و كنا نجلس في كل مدينة مهمة حوالي ساعة واحدة فقط، إلى أن وصلنا في الساعة 10 مساء، و بعد غروب الشمس إلى (مبتغان )او هي قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها 13 نسمة فقط و تقع في قمم جبال (البيرينيه )الرائعة، فقد رأينا بعد تجاوزنا مدينة وشقة إلى وصولنا لهذه القرية مناظر في قمة الروعة زادتها جمالا زخّات المطر التي استمرت معنا في الطريق مع الجو الدافئ، كنت قد قمت بالحجز بالهاتف بصاحبة كوخ للإيجار( و قد كان معنا دليل للأكواخ و الفنادق الريفية فيه أرقام هواتف للحجز بها)، فعند وصولنا للبيت كانت قد أعدت لنا العشاء صاحبة الكوخ والتي تعمل مرشدة في مركز معلومات جبال (البيرينيه)، و قد تميز العشاء بوجود الخضروات و البطاطس التي يجلبونها من مزرعتهم الخاصة، بالإضافة إلى الخبز الذي يصنعونه بأيديهم، فقد كان العشاء صحيا، و الأروع منه هو الإفطار في صباح اليوم التالي، فقد كان كل شئ من صنع أيديهم مثل المربى بأنواعها و الزبدة و غيرها. ذهبنا إلى للنوم وصحونا على شروق الشمس في مكان هادئ و آمن، أفطرنا و قمنا بجولة بسيطة في القرية الصغيرة، و كانت صاحبة البيت أو المرشدة قد أعطتنا معلومات عن أماكن الشلاّلات و البحيرات الكبيرة، لكن الطريق إليها يجب أن يكون سيراً على الأقدام و لمدة تصل إلى 3 ساعات، تحمّس أصحابي للمغامرة، فشرحت لهم أن أموراً مثل هذه يجب الاستعداد إليها جيداً ثم ودعنا أصحاب هذا الكوخ و أكملنا الطريق باتجاه الشرق مرورا بأماكن خلاّبة و رائعة، و بدأنا بالخروج من هذا الإقليم و هو إقليم (الأراجون) و عاصمته سرقسطة متجهين نحو إقليم جديد و هو (نافار) و عاصمته (بنبلونة ) و هي المدينة التي تشتهر باحتفالات سان فيرمين في شهر يوليو و هي احتفالات إطلاق الثيران في الشوارع وقبل أن أترك إقليم (الأراجون) أحب أن أشير إلى نقطة و هي أنه تكثر في هذا الإقليم البحيرات، و يتسنى للسائح النزول في هذه البحيرات لممارسة رياضة التجديف، فقد كنا نتوقف دوما عند البحيرات للتجديف، و من أبرز ما حصل هو أننا اقتربنا من عش البط في طرف البحيرة، فقامت بمهاجمتنا، فاستخرجت أنا و زميلي كل ما لدينا من قوة و طاقة للهروب حتى نجونا. و مررنا بعدة مدن مثل مدينة (جاقة ) و هي مدينة ذات جو رائع حتى في الصيف و رغم صغرها نجد أن الحركة عليها كبيرة، إلى أن وصلنا إلى مدينة (بنبلونة) التي نزلنا فيها للاستراحة فيها، فما أن وصلنا إليها و نزلنا إلى ساحتها الكبرى، و للأسف دخلنا مطعما صينيا هناك كان سئيا جدا . خرجنا من بنبلونة بعد غروب الشمس متجهين إلى مدينة الروعة والجمال في إسبانيا، و هي المدينة الأرستقراطية (سان سيباستيان ) و هي إحدى مدن إقليم (الباسك)، و قبل وصولنا إليها كنا نبحث عن أي فندق في دليل الهاتف و لكن الصدمة أن الفنادق مليئة و صعب علينا إيجاد فندق بسهولة، حتى جاء الفرج و وجدنا فندقا فيه إمكانية، و قد توقفنا في الطريق لمدة تزيد عن الساعة لمرورنا بمرتفعات عالية بسبب إحاطة السحب بنا مما حجب الرؤية .
تجربة : عبدالمجيد بن محمد المُدرَّع،
أحد مشرفي موقع «العرب المسافرون»
هناك تعليقان (2):
يا الله
والله انك متكلف على الفاضي
https://www.paln.ps/
إرسال تعليق